الأخت في ذاكرة العربي قطرة الماء على الظمأ، وعزوة الوحيد إن اتسعت به الصحراء، وعجز عن مصالات الأعداء، وإن كان لم يعتد الصعاليك على ضبط النفس على قانون الالتزام، كون أرواحهم محلّقة لا تقبل الأغلال ولا تنصاع لنزعة العسكرة، فيما أفئدتهم الشفيفة قابلة للكسر لو تحمّلت فوق طاقتها، وأريحيتهم الأصيلة بالغة الهشاشة إن زادت الأمور عن حدّها.
والشاعر بدر صفوق يرسم لوحة استثنائية في التمرد على سلوك الصعاليك وهو يلغي القوانين ويضرم نار المفاجآت ملتحفاً بأحاديث ذكريات وبقايا مما خفّ حمله وثقل معناه، مناوئا الطرق الحميمة في سبيل التصدي لغزو النسيان فيستزيد من رائحة الأماكن الحميمة ووصايا الأمهات ما يؤرخ به إيقاع أنفاس غربة روح لا تنفك تطوف حول ذاتها:
«وتشيل يا صعلوك بين المطارات/ عُمرك.. براويز الحكي..ذكرياتك/ ليلتك.. حزنك.. دمعتك والسماوات/ وجهك وتغريب الليالي وذاتك»، لينتحب القصيد حين تتضاعف المسؤولية ويتعاظم تشذيب عاطفة الشاعر المتشظية بين هوية الإنسان بكامل هفواتها ونزواتها وغواياتها وبين موضوعية الالتزام بحمل الأمانة خصوصاً إذا كانت وصية الأم التي بها النجاة من المتاهة: «صلافتك رقة عيونك لما فات/ صوت أمك الواهي أمانه خواتك».
يستحيل الشعر في الصعلوك ليل طويل يمتد بقارئه في صور سرمدية، والفضاء مسكون بوحشة الفراق، والشرفات ترهف سمعها على أمل التقاط مفردة وداع أو تلويحة وادعة إلا أن عبء خطوط الحقائق لا يتيح مساحة لألوان المجاز، إذ تسقط أمتعة فتهمل خشية الفوات إلا أن أمتعة الروح والعقل تنسف كل التفاتة للوراء كون الأحداق مذعورة بفزع الوداع وكمن يتفقد حاجياته في محطة الرحيل:
«إرثك جذورك، بسملتك، الصلوات/ دارك شبابيك الغياب، وصفاتك/ خشوع قلبك، سجدتيك، التحيات /حكي الكثير، ومختصر تمتاتك».
وحين لا يبقى في النهار متسع لكف يد التطاول على القلب، وإزاحة آثار الترحال عن الكواهل تباغت الشاعر مشاعر ترمقه عن بُعد فيستدرج البصيرة لتفادي ضبابية سماواته الغائمة وليحدد ملامح ما حوله ويستعير منها قوة تعينه على المسير باتجاه الحلم الذي كسر ظهر الطموح:
«كل العيون اللي تناظرك هيهات/ لو دقّقت عِجزت تحدد سماتك/ وانت بجفونك يستفز المسافات/ حلم كسر ظهر الطموح بحياتك».
وتزمجر من خلف التضاريس تباريح تعبث بميول الريح لتتناثر أسئلة وجودية تنتحب إجاباتها في ذهن اللحظة المغلولة بحبال الخوف والوحدة فيغدو الصمت بحجم بلد وتتحول ملامح العينين إلى جداول من حكايات لا منتهى لها:
«صمتك بلد لكن عيونك حكايات/ كنّك مضيّع وسط بوحك شفاتك/ بس الشوارع، والشقق، والعمارات/ ضاقت باهلها وانت ضقت بحياتك/ ليلة فراق عيونها كن الأموات/ أحيا وكن الله لوحدك أماتك».
والشاعر بدر صفوق يرسم لوحة استثنائية في التمرد على سلوك الصعاليك وهو يلغي القوانين ويضرم نار المفاجآت ملتحفاً بأحاديث ذكريات وبقايا مما خفّ حمله وثقل معناه، مناوئا الطرق الحميمة في سبيل التصدي لغزو النسيان فيستزيد من رائحة الأماكن الحميمة ووصايا الأمهات ما يؤرخ به إيقاع أنفاس غربة روح لا تنفك تطوف حول ذاتها:
«وتشيل يا صعلوك بين المطارات/ عُمرك.. براويز الحكي..ذكرياتك/ ليلتك.. حزنك.. دمعتك والسماوات/ وجهك وتغريب الليالي وذاتك»، لينتحب القصيد حين تتضاعف المسؤولية ويتعاظم تشذيب عاطفة الشاعر المتشظية بين هوية الإنسان بكامل هفواتها ونزواتها وغواياتها وبين موضوعية الالتزام بحمل الأمانة خصوصاً إذا كانت وصية الأم التي بها النجاة من المتاهة: «صلافتك رقة عيونك لما فات/ صوت أمك الواهي أمانه خواتك».
يستحيل الشعر في الصعلوك ليل طويل يمتد بقارئه في صور سرمدية، والفضاء مسكون بوحشة الفراق، والشرفات ترهف سمعها على أمل التقاط مفردة وداع أو تلويحة وادعة إلا أن عبء خطوط الحقائق لا يتيح مساحة لألوان المجاز، إذ تسقط أمتعة فتهمل خشية الفوات إلا أن أمتعة الروح والعقل تنسف كل التفاتة للوراء كون الأحداق مذعورة بفزع الوداع وكمن يتفقد حاجياته في محطة الرحيل:
«إرثك جذورك، بسملتك، الصلوات/ دارك شبابيك الغياب، وصفاتك/ خشوع قلبك، سجدتيك، التحيات /حكي الكثير، ومختصر تمتاتك».
وحين لا يبقى في النهار متسع لكف يد التطاول على القلب، وإزاحة آثار الترحال عن الكواهل تباغت الشاعر مشاعر ترمقه عن بُعد فيستدرج البصيرة لتفادي ضبابية سماواته الغائمة وليحدد ملامح ما حوله ويستعير منها قوة تعينه على المسير باتجاه الحلم الذي كسر ظهر الطموح:
«كل العيون اللي تناظرك هيهات/ لو دقّقت عِجزت تحدد سماتك/ وانت بجفونك يستفز المسافات/ حلم كسر ظهر الطموح بحياتك».
وتزمجر من خلف التضاريس تباريح تعبث بميول الريح لتتناثر أسئلة وجودية تنتحب إجاباتها في ذهن اللحظة المغلولة بحبال الخوف والوحدة فيغدو الصمت بحجم بلد وتتحول ملامح العينين إلى جداول من حكايات لا منتهى لها:
«صمتك بلد لكن عيونك حكايات/ كنّك مضيّع وسط بوحك شفاتك/ بس الشوارع، والشقق، والعمارات/ ضاقت باهلها وانت ضقت بحياتك/ ليلة فراق عيونها كن الأموات/ أحيا وكن الله لوحدك أماتك».